بعد ما أنجزت الولايات المتحدة الامريكية مهمتها في حمايه الدولة  في اسرائيل  والحؤول دون  إنهيارها بعد السابع من تشرين  وتجلى ذلك بكبح التصعيد ،وأخذ التعهد من الايرانيين  بعدم الاشتراك في الحرب .وإبقاء الوضع على الجبهةالشمالية للكيان  على وتيرة مضبوطة  ،في رغبة  لدى الطرفين الامريكي والايراني ،ومعه  تشخيص المصلحة الوطنية اللبنانية  من قبل المقاومة بعدم التوسع الى مستوى الحرب المفتوحة  ،وبذلك امسكت المقاومة العصا من الوسط فلا هي تركت غزة لمصيرها بدون أن تتشارك معها الدم والألم  والمعناة  ولا هي ذهبت  الى الحرب المكلفة للطرفين  وبذلك ارغمت الكيان الاسرائيلي على المنازلة بشروطها في عدم التوسع  في الحرب. وأظهرت  للعيان  جيش العدو بأنه مردوع عن الدخول في  ما كان ممكناً  لو لم تكن في لبنان قوة رادعة  
تركت امريكا  العنان في الانتقام المؤلم من غزة وأهلها لتبقى في الذاكرة أن من يفكر باجتياز حدود الدولة العبرية يكون حظه القتل ما يقابل المئتان للفرد الواحد الاسرائيلي  ولتهدم الدور والمدن. حتى حدود الابادة الجماعية  
لكن وبعد أن تشفى صدور الصهاينة   بقتل عشرات الالاف بعدها تعود ادارة الرئيس بايدن لتقول. صار عداد القتلى كافياً  ولتبدأ المرحلة الثالثة  ومعها عاد طرح حل الدولتين  وما أضحى مصطلحٌ عليه  اليوم الثاني. وما يرافقه من رؤية  تلامس الواقع  بعد فصام طويل في حكومة الكيان عنه على مدار المئة والنيف من الايام 
وعادت  الكلمات الواقعية تتردد على لسان المسؤولين الامريكيين  في أن انهاء ملف المحتجزين والاسرى لن يكون ممكاً بدون صفقة مع حماس وبذلك تصبح حماس امراً واقعا لا يمكن الهروب منه والتجاوز عنه  ولتدخل أفكار اشد خبثاً من سابقاتها  التي  طالبت بانهاء المقاومة في غزة  فبدأ طرح  القوة العربية التي يجب أن تمسك غزة بعد وقف الحرب وخروج الاسرائيلي منها. وهنا يراد أن تكون تصفية حماس على أيدٍ عربية  بعد تعاون  مأمول من مصر بغلق المعابر والانفاق باتجاه  مصر  
وعودة السلطة في رام الله  الى الامساك  بغزة  هذا اذا أعاد ألشعب الفلسطيني إنتخاب ابومازن على رأسها  ولان حماس منشغلة  بالمعركة. ولان جراحها المثخنة. لا تمكنها من فتح سجالات لا طائل منها خصوصاً وأن الدبابات الاسرائيلية لازالت تغدو وتروح   خبط عشواء   قد يكون من المبكر الحديث  من الجانب المقاوم في غزة عن اليوم التالي  ليبقى ارق اليوم التالي محصوراً في رام الله وتل ابيب  
إن اليوم التالي في غزة لدى المقاومة وعلى الحدود الشمالية للكيان هو واحد وقف إطلاق النار ،وبدء  مسح شامل  لعودة النازحين ،وبلسمة الجراح  ومسح الاضرار المهولة  في غزة.  وفي لبنان اليوم التالي هو يوم مكثف  في تفاوض جدي برعاية امريكية  على إنهاء النقاط العالقة برياً ،والتعهد  بحراً بالتوقف عن تجميد التنقيب في البحر اللبناني ،والبدء الجدي مع الاطراف الفاعلة   الخماسية  زائد ايران  في إعاة تشكيل السلطة في لبنان بدأً بإنتخاب رئيس للجمهورية  وإنتهاءً بتشكيل حكومة  جديدة لديها رؤية وخطة للنهوض الاقتصادي  سوف تستفيد من أجواء المصالحة الايرانية السعودية  التي غدت استراتيجية ،وليست تكتيكية  ولا  ظرفية.  وهذا ما سوف تتفهمه الاطراف السياسية اللبنانية خصوصًا المقربين من المملكة ،أما في ما يخص  المقربين من ايران  فقد انتظموا في شروط المصالحة ولم نعد نجد في خطابات حزب الله وحلفائه اي تعرض  او مس  للعلاقات مع المملكة .هذا ولم يجد التصالح بين حزب الله والمملكة  بعد طريقًا ،علماً أن  رعاة الحزب أنجزوا  تصالحهم مع السعودية.  
في الختام  مع كل الصور المأساوية  وما يقابلها من صور بطولية لشعب غزة المحاصر  ودماء الابرياء سيكتب للامة العربية نصراً  ومزيداً من اللحمة  والتعاون  لما فيه المصلحة العربية والاسلامي.